لماذا الريح يغني اليوم؟


 

الريح تغني والمطر يرقص ورأيت وجهاً شاهدته قبلاً في كل الورود، عصفور غرد على شرفتي ورياح فاحت وملأت المكان بكل الألوان، هل هذه أنتٍ؟ مشاعر مختلطة لقاء غير عادي وشيء مهم بحياتي، نظراتها أرهبتني، وضعت يدي على رأسك وباركتك فشكلت رابطاً جميلاً مع قلبي، لتشاركيني حياتي المقبلة ولنتشارك العالم وذكرياتنا معاً لكامل العمر، هل أنت فعلاً، هل هو سحر ملأ الهواء؟ أم شعاع شمس أضاء.

 يا برعماً تفتح أمامي ونثر السعادة في بيتي، ووقعت في حبها من اللحظة الأولى، وأسميتها نذراً، جزء انقسم إلى نصفين ولا زلت أسمع إيقاع نبضات قلبها في قلبي، وكان هدفاً مميزاً بحياتي، أنت قدري الجميل، أمسكت بيدها الصغيرة ولن أتركها، لن تكون قادرة وحدها على الخطوة الأولى، فكلما مالت مال قلبي معها وهبط، لا تسألوني مقدار حبي لها! ليس لدي إجابة، أندرا مرحباً بك أيتها الجميلة، ملأت طفولتها قلبي ونلت شرف الأمومة بقدومك، رياح أحلامي وغيمة من السعادة ظللتني، ملاك من الجنة هبط علي، وبت خائفة من هذه السعادة، ألا من تعويذة تحميك مدى الحياة، علاقة عميقة تمتد للأبد، محظوظة أنا بك، أصبحت المفضلة لدي، لتعيشي حياة طويلة يا صغيرتي وأخبري الجميع كم كانت أمي تحبني وأحبتني كثيراً وكانت فرحتها لا تكتمل إلا برؤية غمازات خديك، نامي على زندي واطمئني لن أدع أحداً يمسك بسوء، وأتمنى ألا تدمع عيناك إلا لفرح، وألا يتوقف ثغرك عن الابتسام، أصبحت كل شيء بالنسبة لي يا شعلة لا تنطفئ، أندرا  يحق أن أجهر حبي لك وأتغزل بك أمام الجميع أنت مليكتي ونوارة عمري، لا أريد لقوافل أحلامك أن تتوقف، من أجلك أصبحت الحياة أجمل، نمت دقيقة واحدة ووجدتك شابة في الثامنة عشر كالبدر المبين، السماء أصبحت أكثر زرقة والأرض اتسعت واخضوضرت وبراعم كثيرة تفتحت، أيا أميرة مشاعري وعقلي، ما أجمل الرقص معك تحت المطر، علَّ هذا الماء المقدس يحميك من غدر الزمان، سامحيني يا ابنتي لم أعرف أننا سنضطر إلى مغادرة الوطن، وأن ربيع عمرك سيكون في غير مكان! وأن دبوساً سيغرس بقدمي ولكنني معك لم أشعر بكثرة الألم، حزينة لفراقك يا وطناً لمَ ألمًّ بشبابه وكان هذا التحول نقطة ضعفي، اضحي بعمري لإبقاء حلمك حياً، سعيدة بوجودك قربي في هذه المحن، أخذ مني القدير الكثير وعوضني بك يا بهجة النظر، سأعيش أكثر وأخفي دموعي، فخورة بك أدخلتك إلى حياتي ودخلت حياتك وأصبح لي ثمة أمل، سأهمس لك يوم ميلادك كان لي بهجة وحب وقدر، ورثت عن أمي الصبر والفضيلة والوفاءً سيكون هذا ميراثك مني ومزيداً من القبل، إنه الحب يا بنيتي وهذا ميراثي الكبير لك، اكتملت حياتي بك وأصبحت قرة عيني وكنزي الذي غير مجري حياتي وأعطاها مزيداً من الأمل، استندي الآن على كتفي فهو دين عليك عند الكبر، ستكون وقتها خطواتي بطيئة وستضطرين لمواكبتي مع استرجاع ذكرياتنا معاً، شكراً للرب الذي أطعمني إياك، هناك سر لم أبح به لك؟ كلما كبرت أحببتك أكثر، أنا السر الذي لا تستطيعين إخفاءه لأنني صوت قلبك، لن تنتهي قصتي فهناك من سيكملها بعدي وهكذا مدى العمر، أنا هنا وهناك، أراك أينما كنت وأينما كنتِ، فالأمومة شيء خرافي.

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

 
 
Whatsapp