خلل في التعامل مع المرأة


 

المرأة في كل مكان مخلوق يشغل الجميع، يرونها من خلال اختصاصاتهم، الشاعر يهتم بعينيها، وبائع الأحذية ينظر إلى قدميها، والتاجر إلى حقيبتها، والموسيقي إلى صوتها، وقلة من ينظر إلى أنها مخلوق بشري لا يختلف عنهم بتاتاً، لها أحاسيسها ومشاعرها وتفكيرها وأنوثتها، الكل يحاول أن يسبر أغوارها والكل يدعي أنه يفهمها ويسيطر عليها وأنه من نظرة واحدة يمكنه سلب لبها!!!!، هيهات هي من تراكم بوضوح وتفهم نظرتكم إليها إن كانت حانية أم قاسية، صادقة أو كاذبة، يتحدثون عن أنوثتها وكأنها سلعة تباع وتشترى، أنوثة المرأة سحر خفي لا يستشعره إلا الواقعيون، جمالها الداخلي يضفي المزيد على جمالها الخارجي، يخيل للبعض أن الأنوثة ليونة وخضوع، ابتذال ودلع، الأنوثة حب وحنان تعامل وانسجام وقوة شخصية لا تمرد، الأنثى لا تصنعها الملابس ولا التبرج، الفجوة تتسع مجدداً بين النساء والرجال، نحتاج إلى مئات الأعوام لتحقيق المساواة، الذي يرفضه الرجال وقسم كبير من النساء، لأن العدالة هي المطلوبة، فالمساواة ظلم للمرأة فبنيتها الجسدية تختلف عن الرجال هكذا خلقت، يمكن أن تكون صبورة أكثر، ولكنها لا  تستطيع حمل الأثقال أو تكسير الأحجار وإن فعلت فعلى حساب صحتها، ولكنها تستطيع التحمل أكثر من الرجال، والتغاضي واصطناع الرضا وأحياناً البلاهة، كتومة إلى درجة الموت إن تعلق السر بأولادها تحميهم بدمها وحياتها دون تفكير هكذا خلقت، الأمومة عندها تفوق الخيال، لا تختلف من مكان لآخر هي نفسها بأحاسيسها وطيبتها ونبلها ويقظتها، الاختلاف من الطرف الآخر والنظرة إليها، نفس المرأة في مكان هي قدوة وقوة ومهابة وفي مكان آخر مسترجلة وقحة سخيفة، الاختلاف فقط في الرؤية ورأي المجتمع، حاولوا أن تروها مثلكم تنشد الاستقرار والدلال والراحة وإبداء الرأي والعمل في كل مجال، تخرج للترويح عن نفسها إن رغبت تنام متى أرادت، ولا تفسروا ذلك بأنها غير ملتزمة، إنها روح بشرية تعاني ضغوطات الحياة مثلكم وأكثر، ولها الحق بالحياة والدراسة والزواج والطلاق والعمل، كل ما تعانونه تعانيه، لا تقسوا عليها فإن هي قست كان الطوفان، لا أحدثك أيتها الأنثى من أجل التمرد والعصيان، ليكن لك بصمة متفردة لا تقلدي أحداً، كلما احترمت نفسك احترمك الآخرون، اصنعي من نفسك كوكباً يستنير به الرجال والأطفال، بدونك يبات الكل في ظلام، كلما قويت المرأة وتعلمت قوي أطفالها بها، وأصبحت سنداً لبيتها وزوجها وأولادها، هي ليست عالة على أحد بل جدار صلب في كل الأوقات، أنصفوها وبنفس الوقت لا تجعلوا منها دمية أو خادمة هي الأم والأخت والإبنة والزوجة والحبيبة، هي تحتاج فقط فرصة للتعبير عن مشاعرها، وتثبت حبها واخلاصها دون ضغوطات، لا تكتمل الإنسانية إلا معها الحب والثقة إن توفرا لها أغدقت على بيتها سعادة أبدية، إن شعرت بالطمأنينة والحب ضاعفت ذلك عشرات المرات، حاولوا أن تنظروا إليها من خلال عقلها وتواجدها وقوة شخصيتها وعلمها وانسوا تفاصيل طولها وشعرها ونمرة

حذائها، انظروا إليها نظرة خالية من الدونية والخبث والتملك عند مخاطبتها، نظفوا عيونكم وقلوبكم، وليكن هذا التصحيح الأخير.

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

 
Whatsapp