المرأة في نصف المشهد


 

وتراقب القسم الآخر بعين ثاقبة، فعندما يريد العدو تدمير دولة ما فأنه يبدأ بالمرأة، دوماً هي محور الحديث، هي بالمنتصف قسم يتجنى عليها ويراها من الأعلى، وقسم يؤيدها بصمت وحذر، وكأنها دمية متحركة وجهاز التحكم بها يكون حسب من يقوده، ويا ويلها إن وقع هذا الجهاز بيد من يظن نفسه مسؤول عنها بالرغم من تخلفه، أيتها المرأة كوني أنت، بحيويتك وأنوثتك بصدقك ووفائك، لا تقلدي أحداً، انظري حولك وخذي من الحياة إيجابياتها، أنت النصف القوي ولا تنسي أنك من ربيت القسم الآخر، أنت في كل مكان وزمان لا غنى عنك لا تهمشي نفسك، فوجودك بالوسط يعطيك الأولوية لرؤية كل شيء بوضوح، تقدمي واثبتي للعالم أنك متفوقة وشجاعة، لا تنظري خلفك فقط ضعي نصب عينك رسالة سامية واعملي عليها، ربي أولادك على الثقة والفضيلة، أينما كنت لا تسمحي للأماكن بفرض هيمنتها وتغيير طريقة تربيتك لأولادك، دعك من الخزعبلات الغربية والشرقية والتناقضات، فلا السجن والانغلاق يليق بهم ولا حياة البراري والتسيب تناسبهم، كونك في المنتصف هذا يمكنك من المقارنة والاختيار، اختاري لهم كل ما هو نبيل وسام، اقتربي منهم كثيراً ولا تضغطي، حاوريهم ولاعبيهم دعيهم يتحدثون عما يجول في خاطرهم ، كوني عينهم في الانتقاء وآذانهم في الاستماع وقلبهم بالمحبة، واشرحي لهم بأمومتك كل ما هو لصالحهم، أبعديهم عن طريق الشر دعيهم يكتشفون ذلك بأنفسهم، إن أخطأوا صوبيهم، ازرعي في قلوبهم الخير والأمان فبهم  تسير الحياة، وأنت في هذا الطريق الصعب لا تنسي نفسك أبداً فالأولوية لك، عوضي نفسك عن كل ما فاتك، لا تدعي أحداً يحد من عملك أو موهبتك، فمعظم الذكور لا يتحملون أن تتفوق امرأة عليهم، يحاولون دوماً إحباطها وملاحقتها بأدق التفاصيل، كي يثبتوا لأنفسهم بأنهم الأفضل، يحاولون التقليل من شأنها ولا يستحون عندما يتآمرون عليها ومحاولتهم الإقلال من شأنها بمقولة رفقاً بالقوارير، وأنهم هم (الرجال )، الرجولة يامن تدعونها أن تقروا بالواقع فإن تفوقت عليكم امرأة فلا يعني هذا أنها تتحداكم، هي لا تراكم إلا من خلال إبداعكم وبراعتكم ومن خلال لطفكم وأدبكم، لا تستطيعون بتهكمكم أن توقفوها أو تقللوا من إبداعها، كونوا رجال حقيقيين وابتعدوا عن الغيبة والنميمة، والتفتوا إلى أعمالكم واهتموا بقواريركم، سامحوني إن استرسلت قليلاً وتكلمت بكل أريحية عن بعضكم، فلا كل النساء أناث ولا كل الذكور رجال، أعملي وثابري لا تتوقفي، انطلقي في هذه الحياة، اتركي لنفسك ولأولادك بصمة جميلة يتفاخرون بها، دعي عائلتك تزهو وتعتز بك، ولا تنسي في هذا الازدحام زوجك الذي آزرك وأعطاك قلبه ووقته ووثق بك وسلمك الراية وهو مطمئن، أنت جزء مهم في هذه الحياة، لا تكوني ظلاً لأحد ولا تتفاني أمام الجميع، بل أعملي من أجل نفسك أولاً وكوني دوماً بالمقدمة.

أنت الجميع أنت الحياة بأكملها.

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

 

 

Whatsapp