وجهان للجمال


 

 

شاءت الأقدار أن تجعلنا نرى عدداً كبيراً من البلدان، ولا نعرف إن كان ذلك شيئاً جميلا؟، جميل كلمة تحمل في طياتها الكثير، كيف لنا أن نحكم على الجمال إن لم نرى القبح، وكيف نكون على صواب، وهل يحق لنا إعطاء هذه الصفة لشخص ما أو بلد ما؟، لنطلق هذه الصفة الجمالية على أي كان، علينا أن نكون ذواقين وغير منحازين ولا تهديد يلاحقنا ولا غاية في نفوسنا، وإدراك الجمال يحتاج إلى ملكات وقدرات معينة، وعقل متفتح وأخلاق إيجابية ترقى بأحاسيسنا وتهذب أنفسنا، طبعاً لا نستطيع أن نكون خبراء في تقييم الجمال، ولكن القبح لا يدارى، نحن نكش الذباب إن هبط على الوعاء أمامنا بحركة لا إرادية، وننفر من رائحة العرق الكريهة دون تفكير نسد أنوفنا ونبتعد، ويشدنا وجه طفل دون أن نعرف من يكون، ويستوقفنا منظر الأضواء الجميلة ونستسيغ الموسيقى من بعيد ويشدنا الصوت الجميل وإن كان بغير لغتنا، اللون الأخضر والجو المعتدل الثلوج الأمطار البحار السماء الطعام  القمر الشمس ثغر باسم كلها جمال، أننا نرى الجمال نستشعره نتذوقه في الطبيعة دون تفكير. 

لا يكفي أن تقف أمام المرآة لساعات، ولبس أجمل الأزياء،  بل استحم أولاً، ونظف أسنانك، ولا تنسى أن تنظف نفسك من الداخل!!!، والاحساس بالغير هو نوع من أنواع الجمال، عش على طبيعتك كن عفوياً ولا تبقى ضمن قالب محدد، ودرب نفسك على عدم الغضب، بالابتسامة نحارب اليأس ونقاوم الاكتئاب، شارك من حولك أفراحهم وأحزانهم وتواصل مع من حولك، غير روتين حياتك إن استطعت سافر وتعلم حب الحياة، وصلنا الآن إلى حب الحياة وسر السعادة.

 فجأة وجدنا أنفسنا في بلد الجن والملائكة كما يقال عنها، يخترقها نهر السين من البداية للنهاية، ومن معالمها متحف اللوفر وقوس النصر وبرج إيفل نسبة لمن بناه غوستاف إيفل، أطلق عليها اسم مدينة النور لكثرة الأضواء بها، تعالوا معنا إلى تلك المدينة، تبلغ مساحتها مئة كيلو متر مربع، اسمها مرتبط بالرومنسية، تشدك مبانيها العريقة المتميزة، وما يميزها أكثر أن نهرها يقع في منتصفها ويقسمها إلى جزئين بالتساوي وكلاهما لا يقل أهمية عن الآخر، مدينة تنبض بالحياة وتعنى بكل جوانب الحياة، يزورها سنوياً سبعون مليون سائح، وأهم معلم بها هو برج إيفل، سامحوني إن نقلنا لكم وجه آخر لها رأيناه، نعم البرج معلم كبير وجميل، ولكن هناك أماكن ليس لها علاقة بكل هذا الجمال، لا نريد أن نذكر تفاصيل ما رأيناه ربما نحن في وضع نفسي لا يسمح لنا باستشعار الجمال، وأكثر ما أسعدنا في تلك المدينة الجميلة وجود الأحبة حولنا، وابتسامة طفلة تغلغلت في شراييني، ووقع جملة من صغير يخصنا بأنه يحبنا منذ البارحة، وحضن دافئ من صغيرتنا المحببة واستقبال من قريبتنا الرائعة وأولادها هو قمة  الجمال، شعرنا بسلام داخلي وطمأنينة قصوى بعثت في صدورنا سروراً لا يضاهى، ليس هناك جمال يدرس أو يفرض، الجمال هو قيمة مرتبطة بالعاطفة والشعور الإيجابي نحو الأشياء، إذا أردت مزيداً من الجمال عليك أن تقضي أوقاتك مع أشخاص تحبهم يحملون أفكاراً صحية ونقية، فمعايير الجمال ليست مقياساً ثابتاً، ولا أخفيكم سراً ليس هناك جمالاً كجمال الوطن.

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

 
Whatsapp