مصير أمة


غردت ثورتنا وتنفس الناس الصعداء، وسرعان ما شعر العالم بالخطر الحقيقي، إنها ثورة الحرية والكرامة وإن نالها هذا الشعب العظيم تهاوت كل العروش العربية وسقطت كل الأقنعة الغربية التي تتشدق بالديموقراطية، فتهافت الجميع علينا ككلاب ضارية وجدت فريستها، وكلاً منهم يريد حصته الأكبر والأقوى من سوريا الحبيبة، لن نيأس فنحن قدوة لكل الثورات سنبقى متشبثين بها وسنجابه الكون برمته لأننا على حق ولن نتنازل عن كرامتنا ونريد حريتنا إن لم نطالها اليوم أولادنا غداً سيعيشونها، لن نرضى لهم الحياة بدون كرامة، قلبنا قانع ونفسنا مطمئنة وسننالها مهما حصل، لن ننظر خلفنا فعيوننا مسمّرة للأمام نتطلع لعالم مليء بالحياة الحقيقية دون عبودية، والدفء آت بعد هذا الإعصار، حبنا لبلادنا تصوف وعبادة وعشقنا لها حلال، شغف يشدنا إليها ولا يروينا إلا ماءها، هي فصولنا الأربعة، وابتسامتها إكسير الحياة، نحاول ترجمة أفكارنا بالكتابة للتطور والارتقاء هذا ما نقدر عليه في هذه المنافي، لن نقف مكتوفي الأيدي، وها هي إشراق تمد يدها إلينا لنكتب وندون كل ما يجري في هذه الأحداث المتتالية، اليوم إشراق وصلت لمئة عدد، مئة عدد دونا فيها كل الحقائق والمجريات، ووثقنا فيها كل الأعداء والأصدقاء، وأضافت إبداعات الناس الصادقين المؤمنين بثورتهم، وعززت العلاقات وقربت المسافات وابتعدت عن الطائفية فكتابها ومبدعيها من كل الفئات والأديان، ومقالاتها تشمل كل الآراء، وما أكثر شعرائها وكتابها الأوفياء الكل يعطي ويسعى لرفعها وتقدمها ودفعها إلى الأمام تنافس رائع بينهم ويزداد الإبداع، رفرفرت إشراق في كل المدن والبلدان، كم يسرنا أن نراها في كل الأرجاء، الإشراق لا يختفي فالشمس تشرق كل يوم رغم الغيوم، فصدور مئة عدد ليس بالقليل وفي كل عدد باقة جميلة من كل الألوان، فيها السياسة والآراء، فيها الأخبار الحقيقية ويزينها المبدعين من كل الأرجاء، وللمرأة جانب إيجابي رائع وإن كان قليل يكفي أنها تشارك في زاوية من هذه الصحيفة الرائعة، لكل عدد خاصيته وجماله وإبداعاته، وتطلب المزيد والاقبال عليها شديد، كم يسرنا أن نمر بمكان ونرى عدة أشخاص مندمجون يقرؤون ويتابعون ،نمر بهم فلا يروننا وهذا ما يسعدنا أكثر، طوبى لكل الكتاب والشعراء والباحثين والمشرفين والشكر لكل الغيورين على دوامها ولكل من يعمل في الظل لإنجاحها والشكر الأكبر لموزعيها، ستبقى إشراق مشرقة مثل ثورتنا فالتشابه بينهما جلي، إشراق تشرق بالرغم من كل الغيوم والأمطار، وثورتنا مستمرة بالرغم من كل الدماء والدمار، أرى بوضوح أن أطفالنا سيعيشون الحرية وسيتسابقون على رفع بلادهم والمضي قدماً بها لن يرضوا يوماً بالذل والعبودية فقد دفع الثمن أجدادهم وآبائهم، لن تموت الأحلام سيلتم الشمل بعد طول فراق وسيكبر أولادنا في وطنهم وسيعملون على تقديس ترابه المشبع بدماء الأبطال، وسيذكرون أسلافهم بكل خير لأنهم لن يرضوا لهم الذل والهوان، فقدوتهم أشداء حاربوا الأعداء بكل عزيمة وإصرار وصدور عارية إلا من قلوب محبة تنشد الدفء والأمان والحرية.

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

 

 
Whatsapp