قلب يدق بجنون


 

 

 

في الحقيقة نحن أناس غير عاديون نستحق جميعاً وقفة تحية، لا أحد ينظر إلينا حتى يرى وجهنا الحقيقي، الكل مشغول غير آبه بمن حوله، وحدنا من نراهم لأننا نملك قوة لا يملكها غيرنا، من عاش كل حياته  خائفاً من همس الهواء، وإن تكلم بين الجدران قالوا له الحيطان لها آذان، وبالرغم من ذلك تابعنا حياتنا بكل وقار نقرأ ونتعلم ونقارن ونحث أطفالنا على المضي قدماً، وندعي السعادة بل نسرقها من بين أنيابهم، ننتظر لحظة الإنفجار الذي سيولده هذا الضغط المتراكم، حانت ساعة الصفر وانفجر البركان وكان وقعه علينا كبيراً، قذف بحممه في كل الاتجاهات، منهم من دفن تحت أنقاضه وقسم أخذته المياه، وهناك من فقد ذاكرته والجميع أصبح بلا مأوى إلا الشياطين فهي مجموعة وحوش لا تنتمي للحيوانات، تحت قيادة متهورة، بلعوا الأخضر واليابس، كل هذا ومن بقي منا حياً هو صامد، نعم صامدون انتشرنا في كل بقاع الدنيا، نملك قوة رهيبة بالتأقلم، حاولوا إبادتنا بكل الطرق الجهنمية، ولكن هيهات، ألم أذكر لكم في البداية أننا مختلفون ونستحق تحية عالمية، ما مرًّ علينا يفوق كل الزلازل والكوارث والفيضانات والعواصف وكل فيروسات الكرة الأرضية، رسمنا ابتسامة على وجهنا المموه ومشينا في هذه الحياة، حاولوا عزلنا فنحن مميزون لا نستسلم موهبتنا الحياتية هي لعنة علينا نعيش في كل الأماكن، نستطيع أن نتنفس حتى تحت الماء، نعانق الشمس وننام، ونستحضر الوحوش في أحلامنا، ونتمعن جيداً في معانيها كي لا ننسى، أجمعوا على وضع الأبطال في مكان واحد وسحقهم، لكننا واجهنا شياطيننا بكل المعوذات، وها نحن نجوب البلاد كيف سيجمعوننا من جديد ليمارسوا علينا كل أساليبهم الشيطانية، هم فرقونا ولم يحسبوا أننا يوماً عائدون، الجسم الساكن يبقى ساكناً إلى أن تؤثر عليه قوة خارجية فكيف إن كانت شيطانية!، لما هم بهذا القبح؟ وكأن الله قد مسخهم لنميزهم بسهولة، وسيكون لقاءً بين الطرفين، نحن من صنعناكم بسكوتنا أعواماً لم نقلم أظافركم وسمحنا لكم بالتجول بيننا حتى ظننتم أنكم المالكون، ستكون هناك معركة حقيقة بين الوحوش والبشر، أردت فقط إخافتكم بطريقة مرحة، فقد نضج البطل، الجميع في ورطة وعليك أن تختار؟ هذا يبدو جنونياً ولكن هي حقيقة لا خيال، حفلة ترحيب حقيقية، يا حسرة عليك يا كوكب الأرض، من سيبقى على أرضك بالنهاية، الأمر لم يعد ممتعاً وليس هناك خيار هناك قوة، ومن يملكها؟ افتحوا الكتاب، واغلقوا الأبواب، من سيصمد للنهاية؟ حان الوقت لمواجهة شياطيننا، قد يبدو ذلك جنونياً لا بأس فبين الجنون والعقل شعرة، عندما يتصرفون معكم بمنتهى العنف أنتم ردوا عليهم بمنتهى العقل لكن لا تتنازلوا رشوهم بالماء، القيم قد تساعد في تحفيزنا، لأنها تخبرنا الكثير عن أنفسنا، لنتابع سيرنا خلال الجدال لا ترفع يدك للنقاش إلا مرة واحدة وضمن اختصاصك إفعل ما تشاء، ولنتجه نحو الشمس لكي نرى الحقيقة لابد من ضوء.  

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

Whatsapp