آخر الحلم 


 

لم نعد نمتلك قصة، حياتنا توقفت وأفرغنا من الكلمات وكلما مر وقت تلاشت الأشياء، وأصبحنا نتألم دون ألم، لنحلم ونمنح أنفسنا الفرص ونرتب حياتنا كما نرغب، ونحقق أمانينا ولو بالأحلام.

 لنحلم كل يوم وإن أعجبنا الحلم سنسعى إلى تحقيقه، لا علاقة لأعمارنا بالأحلام فالأحلام لا تشيخ، لم يفت الأوان يمكننا أن نفعل أي شيء نريده، الحب الذي نراه من حولنا يتضاعف كم نرتعب من إخبار العالم به، حياتنا محطات وأجملها محطة الحب، رباط جميل يجمعنا مع الأحبة والورود على شاطئ رملي تحت أشعة شمس أو ضوء القمر، وربما مع ربيع دائم، أو بوحدة مع وجه طفل، ليس هناك قالب للحب، ربما يكون بأغنية نرددها طوال الصيف، أو قصة نقرأها مئات المرات، وقد يكون حلماً يراودنا كل ليلة، ماذا لو ركبنا باباً سريعاً جبنا به كل الطرقات دون أن تخيفنا المسافات، نمشي ونركض دون أن نتعب، ننام على قارعة الطرق وليس هناك سيارات، نواصل سيرنا ليل نهار ويمر الوقت سريعاً ونحن نشاهد اندماج الليل بالنهار ونتأمل كيف يلوحان لبعضهما ويهمسان، ما رأيكم بسياحة مع السمك، نجوب البحار ونجمع اللؤلؤ والمرجان، ننام وأعيننا مفتوحة دون أن ترف لنا الأجفان، نرافق الحيتان ونرقص مع الدلافين تحت الماء دون أن نختنق والأجمل أن ملابسنا تبقى جافة بالرغم من عمق المياه، لا.. هناك نفق أبيض جميل فيه سرير ممغنط تنام فيه بملء جفنيك دون أن تقع أو يخيم الظلام، نفق يمتد ويمتد ولا ترى له أية نهاية، أما النوم فوق السحاب مسألة مغايرة فراشك وسادتك وغطاءك من سحاب، تتقلب كيفما تشاء وتبقى الوسادة ثابتة والفراش والغطاء خفيف والنوم ممتع، لا شمس ولا ضوء يوقظانك ومهما تقلبت يميل معك السحاب، لم يفت الأوان يمكننا أن نصعد إلى القمر نجلس على سطحه نراقب الأرض، وكأنها خشبة مسرح وكل سكانها ممثلون يعتلونها ثم يهبطون، كل يؤدي دوره بإتقان، حتى الممثل الفاشل يؤدي دوره بكل أمان، أما الجبناء يحاولون أن يكونوا دوماً في الخلف كي لا نراهم  وهم يرتجفون،  ننتقل بعدها إلى الشمس ويذهلنا لونها الذهبي، وننعم بدفء غريب ونرى الأشياء بوضوح، ما بالها الأرض مائلة ولما كل هؤلاء الناس. ! ولم ينظرون إلينا بعيون مغمضة وهم يتوارون؟، هي لطيفة نمر من خلالها كالهواء تداعبنا بحرارتها فنشعر بالأمان، من هناك نرى المروج والغابات يشدنا الحنين ونعود أدراجنا لنتجول هناك مع كل أنواع الحيوانات، وإن هاجمتنا الوحوش لا نخاف فقط نستيقظ من المنام!!، نتأكد أنا في منام ونعود بعدها إلى الأحلام، نكمل كل ما ينقصنا وهو كثير، هناك مغامرات مثيرة وأشياء رائعة والعالم جميل وكل ما نتمناه يتحقق، الأمان والسلام والرخاء والعدل، نريد هذه الحياة ما رأيكم؟

سنذهب إلى آخر الحلم لن ننتظر إلى نهاية النوم.

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

 

Whatsapp