أسدلوا الستائر 


انتهت المسرحية، ما يحدث في هذا العالم ما هو إلا مسرحية فاشلة، المخرج كاذب، المنتج جشع، المصور أعمى، والممثلون لا يجيدون سوى الانحناء، والجمهور يصفق على ليلاه، أما المؤلف فهو مؤلف يرى من زاويته الخاصة من يدفع أكثر للرواية يضع النهاية والبداية، والأحداث تكتب كما تروق للحكام، والحكام يحكمهم حكام، والكل يبحث عن الرئيس وكل رئيس مرؤوس، أما النقاد فهم كل الجماهير الغفيرة، لماذا ينتقدون لا يعلمون؟؟!!، هل يجلسون امام العرض صامتون، ويقال عنهم لا يفهمون؟؟، أما العروض التافهة فليس هناك نقاد، الكل يهز برأسه بالرضا، وخلف الكواليس كل العيون تترصد، من أشاح بوجهه أو غمز بعينه أو قلب شفته، عند المغادرة يغربلون، والأهل في حيرة لماذا نعلم أولادنا النزاهة والمروءة والحقائق والمروءة وحب الوطن والتفاني وتقديس الشهامة، وعند العرض كل ما تعلموه مقلوب، الكذب ملح الحياة والخيانة من المراجل، والقوة في النذالة والرياء، والأبله من يقود الأمم، والفوز للرعاع، والعدالة أكلت قوت الفقراء، فوضى في كل الأرجاء، في عقولنا وعيوننا وقلوبنا، كل ما تعلمناه هباء، ليس هناك قانون، القانون السائد الكذب والرياء، والحضارة وهم كبير، يقتلون شعوباً ليحافظوا على كلابهم، حضارتهم في تصنيع الأسلحة وتجنيد الضعفاء لسفك دماء الأبرياء، تشتيت الأطفال، وتخريب العقول، وتخلفنا في تقديس وتأليه الرؤساء، المختبئون بعباءة الأديان، ماذا يحصل في هذه الدنيا الكل نيام!!، من الحاكم المطلق؟، الكل ينظر حوله يريد جواب، هم يكذبون ونحن مجبرون أن نصدق ونعرف أنهم يكذبون، ما الفائدة من أننا نعلم فهذا يعود علينا بالفناء، أنت تفكر إذا أنت معتوه، أقيموا عليه الحد أو اذبحوه، ساقوا البشرية إلى أسفل السافلين، سلبوا إنسانيتنا وفرغوا عقولنا، يريدون قطيعاً منقاداً لهم، كلما حاولنا إزالة طبقة من هؤلاء كان تحتها طبقة أشد دهاء، أوجاعنا تتسرب من مسامات صمتنا، لا الصمت ينقذنا ولا نحن على البوح قادرون، الكل يعلم الحقيقة والكل خائف فالقتل أصبح حلاً لكل العلماء والأطباء والمفكرون والفلاسفة والعظماء، لا مكان للحقيقة في هذا الزمان، كلما كنت سخيفاً منافقاً فأنت بأمان، لا تتعلم كثيراً ولا تقرأ ولا تسترسل أمام الغرباء، فالكون مزروع بالحاقدين والمجرمين والسفهاء، إن كنت نبيلا أو شهماً أو كريماً، فترحم على نفسك لأنهم لم يفعلوا ذلك ولن يدعونك تترحم عليها.

هل نبحث عن الحقيقة أم أنها واضحة جلية، نستمر بحياتنا بين الجدران أم نخرج ونتنفس الهواء ورؤية الأشياء؟ يحق لنا أن نعيش ونفكر؟ أم نتخلى عن عقولنا ونعيش هكذا مجرد أحياء تتحرك تأكل وتنام وتنتظر الأوامر لتصفق ونعود للطعام، هل سيأتي يوم علينا ونخرج كلنا من هذه المهزلة، هل سنكون يوماً أفراداً نفكر ونقول ونعلن أننا بشر يحق لنا الحياة. 

لننتقل الآن إلى عروض مغايرة تحقق أرباحاً أكثر، لنقلب جميع النظريات والمعادلات البشرية، وما حاجة الستائر في بيوتنا، لنزيحها ونفتح النوافذ ليظل كل شيء مفتوحاً للجوار، ولتصبح بيوتنا كما هي أرواحنا وقلوبنا تبيت بالعراء دون أي شعور بالأمان، إما أن تجدوا مسرحيات جديدة وإلا لا داعي للمزيد من الكذب والرياء، لم نعد نصدق ما يقال، هناك شيء واحد يعيدنا إلى الحياة، أعيدوا الإنسانية للإنسان، وتعاملوا معنا كبشر، نحن نراكم كما أنتم تروننا ولكننا لا نملك الخيار، كونوا على ثقة أيها الحكام لم يعد ينطلي علينا أي كلام نريد فعلا واضحاً دون شعارات، حينها سنفتح الستار، ونعود مجدداً للحياة لأننا الآن كلنا أموات .

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

Whatsapp