عبور بلا شواطئ


 

إذا قرأ الغبي الكثير من الكتب، تحول إلى غبي مزعج وخطير ومجرم وهنا تكمن الكارثة، هم من يدونون أحداثنا، والعالم يصدق! 

أواجه صعوبة في إنجاز أي شيء، يا قلم سجل وكن حاكماً بالحق، يا قلم حاول قدر ما تستطيع أن تعبر عن آلامنا، وأنا أطل على هذا العالم المتداعي، أشعر بالسوء لآلاف السنين، مستنقع العنف يتسع والموت يتقدم على كل الأحياء ويعلن انتصاره، أريد أن أعود إلى قيد الحياة، فأنا لا أروق لنفسي ولا يعجبني حالي! لا تستغربوا ولا حالكم أيضاً، هل أنتم راضون على ما وصلنا إليه، تراودني أسوأ الأفكار هل سأمضي حياتي مع نفسي؟ ومعكم؟ ومع هذا العالم الصامت الأصم؟ نحن بلا حياة، يا ترى ما هو شعور من يمتلك حياة! أظنه يخاف الموت، عكسنا نحن لا نخافه! كي نموت يحب أن نكون على قيد الحياة، العالم منطوي وبلادنا مسكونة بالموت، ونصفنا تحت التراب، والهواء لا يحيينا إن لم نستنشقه، وشواطئنا بلا شط، مياه فقط ومياه مهما سبحنا لا يمكن الرسو على شاطئ، عائمون مدى الحياة، عالقون في منظومة الخير والشر، وبدورهم هم يسنون تلك المفاهيم، الشر نحن دائماً إن تكلمنا أو رفعنا رؤوسنا قليلا لنرى ما يحصل في الخفاء، وكل الخوف من توثيق حياتنا بأنها حياة، هي عبارة عن فراغ مظلم في ظل هذه القيادات، ستنتهي اللعبة ويكون هناك ناج واحد، انخفضنا كثيراً كي يرتفع، وعشنا دهراً في سجون نحن صنعناها وهي من تصميمنا! سكوتنا دفعهم للتفكير بدلا عنا ووضعونا في زاوية منسية، أحياناً أفكر هل كل شخص بالعالم هو تعيس ومحبط؟ أم أنا روح منسية لا يربطني شيء بالعالم الخارجي، ربما التركيز على الألم الحقيقة الوحيدة التي تزيدنا ألماً، لا أريد أن أجعلكم تشعرون بالكآبة بكثرة التفاصيل، سأضطر إلى مواجهة الألم والتغلب عليه، سأواجهه وأهزمه، وليكن نزالاً مشوقاً، سأكدس أوجاعي في حفر مهجورة، سأعثر على طريق مباشر للسماء أقابل القمر وأدعوه ليسهر معنا ويضيء قلوبنا التي أظلمت لمئات السنين سأرقص معه حتى الصباح، سأفعل كل ما يحلو لي، يحق لي أن أكون أنانية وأفكر بنفسي؟ بمرحلة عمرية مليئة بالحيوية والنشاط، طفولتي نار مستعرة، وشبابي يستمر، أملك طاقة هائلة من العطاء، شمسي تشرق مرتين وقمري لا يغيب، أنا المسيطرة وأريد البقاء ومواجهتهم، لكن حماقتي تغريني بالرحيل، وثمة من يحتاج إليًّ، سأعود للتصرف بلطف من أجلهم، سأصمد ويصمدون بفضل بعضنا ونمضي المزيد من السنوات السحرية، مجرد هذا الكلام يشعرني بالتحسن، وكل منا يريد أن يكون الأهم في هذه الحياة، ولما لا نكون أنا وأنت المهمان؟ ما شعوركم بالعودة إلى الديار؟ شرط آلا تؤذونا إن أبدينا وجهة نظرنا حول نظرية الإنسان، ونحن بدورنا سنلتزم بالصمت! ألا ترون غرابة في هذا الكلام!، سنملأ الأرض والسماء بضوضائنا يا لروعة المنظر، وطن يغمرنا حباً ويمطرنا بالقبلات ويوزع علينا زنابقاً دافئة محاطة برائحة الياسمين، نتعثر بأعشاش الأماني ونطوي كل المسافات، نحن الآن على شرفات الانتظار فلن تخذلنا السماء، فنحن أحق بهذا البلد وبهذه الحياة.

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

Whatsapp