خذ مشاعرك وارحل


 

بوجودك كانت حياتي بطيئة جداً، كئيبة دوماً، لا لون لها، عندما تأتي لرؤيتي أرى الموت قادماً معك، يامن تظن نفسك أكسير الحياة، لا تجرؤ على مصارحتي بكذبك، أنا من اكتشف ذلك، ما سيتركه قلمي سيصبح من الماضي، كننت لك الكثير من الاحترام ظناً مني أنه الحب!، كنت تختلق مئات الأعذار للابتعاد، وقابلتها أنا باختلاق آلاف الأعذار للمسامحة، كيف أشرح لك وأنت لا تصغي، ماذا تعرف عن الحب؟ لم يحدث أبداً أنك وقعت به لأنك لا تعرفه ولا أنا لأنني صغيرة، سمعت عنه فقط، قالوا:

  •  لا يمكن الوقوع بالحب مرتين، فالحب طريق واحد لقلبين يخفقان معاً رغم البعاد، يكون فيه القلب قلقاً من دون الآخر، لا يمكن العيش من دون بعضهما.

 يختلقان آلاف الفرص للقاء، الحب مفاجآت جميلة تواجد دائم وغزل إن بكيت رافقك المطر وكان الطوفان، لا أحد استطاع حتى الآن تفسير الحب؟ ولكنهم اتفقوا على أنه إحساس داخلي بالانجذاب تتحكم به هرمونات ولنسميها نحن هرمونات المحبة، محبوكة بعواطف قوية تسيطر على الشخص بطريقة مغايرة، تجعله يرغب بحماية المحبوب والشعور بالبهجة الدائمة والرغبة بالتواصل البصري والمودة مع محاولة مراعاة المحب لمحبوبه وفعل المستحيل لإرضاء الطرف الآخر، يحتاج الحب إلى عمل شاق ليكون ناجحاً، وهناك نظرية تقول أن للحمض النووي علاقة للشعور به، لمن يبحث عن الحب الحقيقي فهو نادر وثمين الكل يبحث عنه والقليل يجدونه، من يجده فليتشبث به فهو طريقه لإكمال الحياة.

وأحياناً يكون الحب من طرف واحد وهو أقسى أنواع الحب! يقوم المحب بتقديم الوقت والجهد والمشاعر، دون الحصول على مقابل، لأنك عندما تقدم شيئاً وتواجه بردة فعل باردة تشعر بخيبة الأمل والإحباط وغالباً ما يفشل هذا الحب. من أراد محبوبه فعلا فليضعه على رأس أولوياته وتفضيله على كل المحيطين لا وقت لقضائه مع الأصدقاء بل هو الأول دوماً، لأنه عندما يشعر المحب أنه في نهاية القائمة وبشكل متكرر يبدأ القلق مع مبررات من الطرف الثاني غير مقنعة، لأنه بكل بساطة لم يصل إلى درجة حب تقابل الأول، وهذه العلاقة فاشلة والأفضل عدم الاستمرار، وعلى المحب عدم جلد نفسه بل الابتعاد فهو في الطريق الخاطئ والتخلص من هذا الوهم الواضح، مع توسيع دائرة الاهتمام مع الأهل والأصدقاء المرحين المحبين وأخذ النصح من الكبار المقربين والانشغال بالهوايات المحببة مع المحافظة على مساحة شخصية للحرية والبقاء قليلا مع النفس والتركيز على الطموحات.

لا مستقبل معك، الحياة قصيرة لا أريد أن أضعها بين يديك لتختصرها كما تريد، يمكنك الآن أن تأخذ مشاعرك وترحل، إرحل بعيداً ليصبح الهواء نقياً ولتشرق الشمس من جديد، ليكن مشواري مع شخص إن ابتسمت ردد توقفي عن الابتسام وإلا سأقع في غرامك، يسعى لإرضائي ويكرس وقته كله لي دون حساب للزمن، ها هي النجوم تعود للسماء لتغازلني وتسألني عن ابتعادي وتعاتبني على  دمعتي وتقول نحن وجدنا لنزين لك حياتك فدمعتك غالية علينا، قررنا الانطفاء إلى أن تعود بسمتك الرائعة، يليق بك أيتها الجميلة السعادة، الكون لا يتمحور حول أي من الأشخاص، ابتعدي عن الكآبة وعودي لطفولتك المرحة، املئي الدنيا صخباً جميلاً. 

نحن هنا نرى كل الأطراف، نرى عيونك الضاحكة وعيونهم الماكرة، لا تروق لهم براءتك، ظنوا أنهم سيطروا وابتعدوا للاحتفال بانكسارك، أنت اخترت الحياة فانهضي.

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

Whatsapp