اتجاهات متدفقة


 

أيها المتعبون

تعالوا لنملأ الساحات بالأضواء ونحول وحدتنا إلى إحتفال، نضيء المصابيح في الليالي المعتمة، نعزف على ناي في وسط الصحراء حتى وإن رقصت على أنغامه الأفاعي وجميع الحيوانات!، لن نبتلع الإهانات فلا سلطان يصل للسلطة لوحده هذا ما تفوه به التاريخ!، نام على ريش نعام ملطخ بالدماء!، خزان السلطة في رأسه مليئة بالحجارة والديدان، يزهق أرواحاً كي يعيش، رائحة الورود في قصره مليئة بالسم، يحقن بها من حوله لا تميتهم إنما تحولهم إلى فراشات تبحث عن النار بنفسها لتموت تحت الأقدام، فكرة تدفعني للارتجاف، تحول جسمها إلى رحيق بلا حياة ويقال إنها حرب فيها الكثير من الجمال، أي جمال يجتمع مع الموت والغياب أحكام وتعاليم معلقة بالهواء!، لا يريد أن يذكر التاريخ أحد سواه، يريد للجبابرة أن ينحنوا لإنقاذ عرش مبلل بالدماء، وهو غبر مبال! 

لنرتدي تاج الشهامة والبطولة، لنقطع جميع أوتار قلوبنا الحانيات، ما هذه الحرارة الحارقة سيف مذهل بين يدينا ولا نملك إلا هو وقلوبنا سر صمودنا، لن تهبط السماء إلى الأرض لتنقذنا ولا أنهار من الدموع ولا حتى الأحلام، فكرة واحدة صنعت بصحوة من عقلك والبحث عن وجهة عظيمة ألا وهي أرض الأجداد تجعلنا قادرون على الاقتحام، فالمواجهة عنوان النجاح مازال هناك مكان في داخلنا لن يملأه إلا تراب الأوطان وليس أمامنا خيار ،نموت أو نبقى قيد الحياة، حان الوقت لنفعل شيئاً فالأفضل هو حب الوطن والحياة، لن نبقى فقط أناس مثيرون للشفقة فقد تربينا على العزة والكرامة كما تربى الأجداد، فالطلقة التي أصابتنا ولم تقتلنا جعلتنا أقوى وأقسى من كل الأوقات، يا وطناً، كل لحظة وداع سيعقبها لقاء، ليس لدينا ما نعيش من أجله إلا ترابك وسحر عينيك، سنواصل السير حاملين رائحتك في قلوبنا، لن نخطئ التصويب فأنت سندنا رغم البعاد، كل آمالنا تقبع في هذا الصندوق الذي أحكمنا إغلاقه على حبك ورائحتك التي تحيي الأموات، سنقفز عالياً لنمسك بالقمر ونرجوه أن يضيء لياليك البائسة ويخلصك من هذا الظلام، هذا هو الحب يستمر بالاحتراق حتى يتلاشى كل الخوف والسراب، فالحقيقة مدفونة هنا بقلوبنا ونحن أدرى بالحقيقة فالشمس لا تخبئ بغربال، سنصل الى مفاتيح أحلامنا ولكن المفاتيح لا ترى بالظلام، والأحلام تبقى عالقة إلى حين الاستيقاظ، وفيه شيء جديد لنحتضن سعادتنا ونبكي باشتياق فهناك رحلة حب بانتظارنا ، سنصطاد العدو كما تصطاد الذئاب،  نجاح واحد مقابل كل الخسارات يقلب الموازين ويعيد كل الاعتبارات، وتتحول فيه دماء شهدائنا ومعتقلينا إلى ورود جورية وشقائق نعمان، سيذكرهم التاريخ كوشاح منسدل على أعيننا أزال كل العقبات فليست كل الحروب تربح بالقوة هناك مئات الطرق والخطوات، لتخاصم أعيننا النوم للتوصل إلى أفضل القرارات، لتتدفق صحوة عقلنا ونميز عدونا من صديقنا ولا تغلبنا العواطف ولا ما نراه أمامنا فمعظمها سراب في سراب، لوِّن عدوك بالدماء فدماء شهدائنا ملأت المكان،" فالدماء لا تراق إلا للوطن"، قرار في منتهى الحكمة فنهر حب الوطن يتدفق في كل الاتجاهات.

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

Whatsapp