رقصة الأمل


 

كل المواسم خريف بدون عشٍ يأوينا، ربما المواسم الأخرى تأتي لاحقاً يجملها الربيع وتهتم بنا، من انتزع منا قوافل الياسمين؟ وبطش بجمال بلادنا؟ وتاهت خطواتنا في عتمة الدروب، نحن نتقلب في فراش من حبال، ومن صدى خطواتنا ستتدفق الدماء لن تشبع الأرض ولن ترتوي، يئست الأحصنة من انتظار خيالها.

 استل سيفك وأضرم به نار الحرية ودع التاريخ يكتب من جديد فازت الحرية، تذكر أن الصخور الصلبة كونت من حبات الرمال، لنبدد الدخان بنور أرضنا الجديدة وتكون أجسادنا ترسانة لها، نحن والأرض نشكل ثنائياً جميلاً، أرضنا التي جبلنا من طينها وجففنا تحت شمسها وبقي ماء فراتها في عروقنا وبردى في شراييننا أما العاصي فلا يغادر قلبنا، ماذا نفعل تحت أشعتها الحانية؟ ونظرات دجلة الخلابة ضاعت في محنة الغروب!، نصرخ من خلال نسمتها الخفيفة وضجيجها العالي، نختنق ونحترق تحت شظايا الفراق ووحش الحنين ونقول هذه الأرض لنا، أتعتقد أن كونك عاشقاً لها أمر سهل؟، تشاركك أفكارك ترى وجهها في كل الوجوه ولا تبارح أحلامك، إن مرت الريح نادت باسمها، وإن ظهر القمر كان ضوؤها، أما النجوم فهي حبات ترابها القريبة من قلبنا تأبى المغادرة، وكل الورود خصصت لتكون تاجاً لها يوم التحرير، لا نشك بحبنا لها ولا نخونها، جرحها يؤلمنا وصدى صراخها يتردد عبر الزمن، فصرخة الألم أقوى من وجع القلوب لا نقوى على نسيانها، لا ندري إلى أين سيأخذنا الزمن؟ ذكرياتها تتكاثر من جديد تجمل القبيح ولا نرى جمالاً يضاهيها، مهلاً على قلوبنا، قصتنا لم تحكَ للزمن لأن الزمن لن يصدق ما حصل!

 فجوة بداخلنا هل ذلك حقيقي أم لعبة للفرص؟ مكر هيمن على ضحكاتها، أخذوا من عيونها البريق وأوقفوا البسمات من حولها وحولوها إلى جماد، فجوة بداخلنا تردد سقطت القيم!، هي أرضنا قريبة من قلوبنا بعيدة عن أنظارنا، كم سيستمر هذا الجحيم، فلكل شيء نهاية، قلبنا عقد عزمه، سنعيد رسمك بالألوان، رقصة الأمل في قلوبنا لن تتوقف، سيبقى القلب يردد هذه الأرض لنا، هذه الأرض لنا، لقد بدأنا نفهم أنفسنا لا يمكن أن نتركها وندير ظهرنا وندعي العماء!، لن ندع القطار يفوتنا حتى إن كنا لا نملك ثمن التذكرة! لو انتظرنا شراءها سيفوتنا القطار، سنصعد على متنه باتجاهها وندفع الغرامة ونحن نبتسم إنه ثمن زهيد مقابل لقاء الوطن، سنجلس باسترخاء نعاين قلبنا باستمرار ونسأله هل أنت الآن مطمئن؟ هل أنت راض عما حصل؟ ولنشخص بعيوننا تجاه الوطن، ننقيه من بقايا العفن نطليه بكل ألوان الفرح نعيد بنائه هندسياً فالهندسة تشبه السحر، ليكن مضيئاً كالمجرة، فهو جميل بوجودنا ومشع بفضل شمسنا الدافئة، طرقات قلبنا مشتتة من أتى إلى أحلامنا وأزعجنا؟، لماذا تحدقون بنا!؟ فأحلامنا تحققت، لقد سقطوا بالرغم من إدمانهم النفوذ! فمن أدمن النفوذ لا يمكنه أن يتنبأ بسقوطه، حتى لو كان الدوي هائلاً!.

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

Whatsapp