تخبط الحلفاء فيما يسمى زورًا (الانتخابات)


 

 

من المفروض ووفق الدستور السوري أن يتم الإعلان والتحضير للانتخابات في شهر نيسان/ابريل، وعادة تتحرك لجان أمنية وحزبية وغيرها لترتيب المسرحية الهزلية التي تسمى زوراً (الانتخابات)، لكن هذه المرة هناك الكثير من التخبط بين ظهراني حلفاء النظام من روس وإيرانيين وسوهم، بين قيام الانتخابات أو عدمها وأيضًا أسلوب التحضير في حال رغبوا، أما النظام فهو كالموظف الذي يتنازع قيادته مديران، فتقوم أجهزة النظام ولجانه التي يترأسها علي مملوك ومعه رؤساء اللجان الأمنية لحلب ودمشق والمنطقة الشرقية ورؤساء اللجان الحزبية لأن هذه هي الجهات المعنية بالانتخابات في سورية وليست هناك من هيئة انتخابات فنية مهنية مدنية متخصصة، وهؤلاء القادة الأمنيين والحزبيين من يقوم بنقاش التوصيات الروسية والإيرانية المتعلقة بالانتخابات  والتي تؤكد على ضرورة التزام كافة فروع الحزب والمؤسسات الأمنية بالتعليمات المتعلقة بآلية المرحلة التحضيرية للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي تطلب الآن تجميد النشاط ريثما تأتي المعلومات والتعليمات من القيادة الروسية بخصوص الانتخابات، وكانت المؤسسات الحزبية قد رفعت عنوان للحملة الانتخابية وهو (الأسد خيارنا).!

حسب تقييم جهات كثيرة ومنها الروس أنفسهم للموقف الشعبي فإن هناك ما يشير إلى وجود حالة استياء كبيرة على المستوى الشعبي تجاه موضوع الانتخابات حتى في صفوف الموالين من الدرجة الضيقة، لاسيما وأن السوريين يعيشون هذه الأيام أسوأ ظرف تاريخي ومعيشي  يمر على سورية بفقدان سبل الحياة الأساسية فضلاً عن استمرار الغلاء الفاحش جداً، وعليها جرت اعتقالات لعدد من الأشخاص في القرداحة ومناطق عدة من حلب ودمشق والسويداء، والتقارير الروسية تشير إلى زيادة الاحتقان الشعبي جرّاء طرح عناوين انتخابية مستفزة، ولهذا طلبت تجميد التحرك لغاية وصول قرار حليف النظام الروسي، وسارق سيادته، أو بعبارة أدق المحتل الروسي.

بينما التعليمات من الحليف والمحتل الإيراني تشير إلى المضي بالانتخابات، والحملة الانتخابية، وهنا يظهر التنازع بين التريّث من أجل عقد صفقة ربما، وبين المضي من أجل صفقتهم هم أيضاً، وفكرة حملة (الأسد خيارنا) تتم بتعليمات إيرانية، بكل الأحوال فإن تأجلت الانتخابات أو مضت بموعدها بحال لم يحصل الروسي على مقابل، لاسيما أن أبواب جهنم بدأت تُفتح عليه في جبهة أوكرانيا التي يتم التحرك فيها عبر وزراء الدفاع لدول الناتو وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، لتصبح الجبهة الأخطر على الروس من جبهة سورية التي دخلت المواجهات العسكرية فيها بخفض تصعيد سيكون الروس أحرص الناس عليه، وقاب قوسين تدخل أوكرانيا حلف الناتو، والأسد ينتظر التعليمات من الحليفين المختلفين في التقدير وجني المصالح فكلاهما أمام تفاوض من نوع عنيف في جبهات أخرى، فعنوان (الأسد خيارنا) هو أكبر أكذوبة تاريخية، وهو ليس خيار الحلفاء ولا الموالين ولا الشعب السوري بل هو خيار المصلحة وجني المكاسب لحلفائه ولا شيء آخر.

 

 

د- زكريا ملاحفجي

كاتب سوري

Whatsapp