إن نجوت سأستمتع أكثر بالحياة


 

هل من طريق يوصلنا إليها؟؟!!، السعادة أقصد بالرغم من كل ما مررنا به من صعاب وأهوال؟، لولاها لبقيت حياتنا كئيبة محبطة، هي من صنع الإنسان نسعى إليها جاهدين وفي طريقنا الكثير من المطبات، نتعثر نفشل نتألم ونواصل، نجدها في شتى المجالات، ثقة بالنفس وبلوغ الأهداف بحصول الإنسان على مبتغاه. 

في ضحكة طفل وعيني امرأة، في ضوء القمر وطلوع الشمس، قد نجدها في نصرة مظلوم ومساعدة محتاج، أو عمل جاد، وللعائلة دور كبير وهام فالعلاقات الأسرية من مكونات السعادة، هناك أيضاً الاكتفاء المادي وحرية الإنسان والأصدقاء،  كيفما التفتنا هي موجودة بشربة ماء ولقمة،  بصلاة وعبادة وربما بقربنا أو ابتعادنا عن بعض الأشخاص، ابحث عنها تراها في كل الوجوه، عكس الحزن لا يحتاج أبداً أن تبحث عنه فهو يأتيك دوماً دون إنذار ويرافقك غصباً عنك رغم محاولتك الابتعاد، تسعى بكل قوتك لتتجنبه ولكنه لا يسألك الخيار، يتغلغل في أعماقك لأتفه الأسباب وأقواها، دمعة يتيم تجعلك ترى النهار مظلماُ، صرخة معتقل تعصف برأسك ليل نهار، وامرأة مظلومة تغتصب بلا شفقة ولا إحساس لا تغادر عينيك مهما حاولت الإغلاق، أكثرها ألماً وداع الأصدقاء وأشد منها وطأة مغادرة جزء من نفسك وقلبك الأقرباء، يخترقون قلبك بمئات السهام تصور وأنت لا زلت باق على قيد الحياة، وحدك تراقب آخر النبضات، نافورة من الغضب تصب على رؤوسنا، أشواك عواصف رعود وسنابل من التعب يتبعها أمواج وبراكين في دمائنا، حتى قلوبنا خاصمت نبض الوريد وانطفأت الابتسامات، ونحن على قيد الحياة، دروب آلامنا تنادي بأعلى صوتها هل تريد البقاء؟ ونحن ماضون، مهما ابتعدت عن منغصات الحياة تلاحقك الأحزان غير عابئة برغبتك بالابتعاد، تدربنا على الاحتراق والاختناق والفراق، تبعثرنا كقطرات المطر فوق الغابات، وامتد ألمنا آلاف الأميال، تساوى في قلوبنا النور بالظلام، همومنا تهطل كالمطر في عز الشتاء، سيل الغدر جرفنا في متاهات، ونحن ماضون، كل هذا لا يقاس عندما يمتد الحريق ليلتهمك شخصياً!!، وترى نفسك على فوهة بركان، لقد خانتك نفسك وتآمر عليك جسدك الذي كنت تحارب به كل هذه المآسي وتفنيه من أجل سلامة من حولك، أدار لك ظهره وبدأ يلتهمك!، غير آبه بما منحك من قوة وصلابة في سبيل الجميع وعندما أردته من أجل نفسك تنحى جانباً واعتذر، وبكل بساطة تركك في أحلك اللحظات، قائلاً بكل برود أنت الآن في يد القدر! الذي وقف واجماً من هذا الجواب!، لماذا الصحة تخون صاحبها وقد جمعهما القدر، وأصبح الوقوف معك من سيد المستحيلات!، حتى أنفاسك التي رافقتك كل هذه السنوات بدأت تتناقص وتستكثر عليك حتى الهواء!، لكنك تتشبث بالحياة، تحاول عقد هدنة مع أعضاء جسدك مذكراً إياها لقد كنا معاً في جميع المحن، إن وقفت معي اليوم قسماً سأرد جميلك ولن أتخلى عن أي لحظة تريحك سأحسب لك كل حساب وأحمل عن كاهلك كل الأطنان، لن أدعك تحمل هموم الدنيا لوحدك سأقاسمك الحزن، أعد لي أنفاسي فعهد مني سأتنفسها من أجلك بعد غيابي الطويل عنك، لن أدع الجفاف يستوطنك أعدك بربيع قادم، سنكون معاً ونحارب المرض إن لم تحبني اليوم ستحبني غداً وأنا متفائلة لنعتبرها  فرصة أيها الجسد:

إن نجوت سنستمتع معاً أكثر بالحياة.

 

 إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

Whatsapp