رسالة خاصة جداً


 


 

مرحباً

هذا أنا.. أنا عبد الكريم

لا أعرف إن كنتِ تودّين أن نلتقي

رغم آلاف الكيلومترات التي تفصل بيننا

أو السنتيمترات.

كل ما أستطيع قوله

أني أحتاجكِ بقوة

أريد أن أضمك وأقبِّل أطراف أصابع يديك

أريد أن أتحدث إليك

فقد مللت الحديث مع نفسي

ليس سراً أن اقول لك

أني أحتاج الحب

كما أنني أريد أن أمنحك قلبي

قلبي الذي يريد أن يهب نفسه لامرأة تروق له.

أما أنا، فأريد أن أحدثك عن كل شيء

براءة الطفولة وشقاوة المراهقة

عن فشلي ونجاحي وانكساري

والأكثر إلحاحاً

عن أمراء وتجار الحرب في وطني

عن الأشلاء والموت والجوع والثكالى

غلمان الإغاثة وطواويس السياسة.

مرحباً لك وأنت هناك

مرحباً بك وأنت هنا

لا أعرف بالضبط إن كنتِ سمراء أم شقراء

صبية بالغة أم امرأة ناضجة

لا أعرف

إن كنتِ تفضلين ارتداء بنطال الجينز

أو التنورة القصيرة

طبقكِ المفضل وأحمر شفاهك

لا أعرف قياس حمّالة صدرك

الألوان والموسيقى والشراب الذي تحبين.

كان يجب عليَّ أن أتصل بك

وأن أبادر وأقول: إنك تروقين لي

أو إني مفتون بكِ

لكن الكهرباء والاتصالات هنا شبه معدومة

ويذهب معظم الوقت عندي

عند طوابير انتظار الخبز والوقود والسلة الغذائية

وفي دفن الموتى وزيارة الجرحى

وخدمة ولدي الشاب المعاق.

حاولت مراراً أن أتصل بك

يرن هاتفك ويرن ويرن

لكن لا أحد يرد

رغم أني جرّبت الكثير من الأرقام الهاتفية

وكلها ترن وترن وترن

لكن لا أحد يجيب.

كنت أنتظر أن تهدأ نفسي قبل أن أتصل بكِ

أضع شريطاً لموسيقى أحبها

وأشعل شمعة حمراء في الركن

وأمجّ نفساً عميقاً من سيجارتي

لكن.. لا أحد يرد

ليس ثمة امرأة ترد

جرّبت الكثير جداً من أرقام الهاتف

لكن.. لا أحد يرد.

سأكتب لكِ الآن سرِّي الخاص

أرجو أن تصغي إليَّ جيداً

أرجوكِ... عفواً.. لحظة

سأكتب لكِ فيما بعد

ثمة قذيفة انفجرت في القريب

هناك من يناديني لأساعده

إلى اللقاء

إن سقطت القذيفة الثانية فوق رأسي

وداعاً.

 

 

عبد الكريم عمرين

شاعر وفنان سوري

Whatsapp