الاندماج بين الشعوب


 

فلنستمع إلى غنائهم ونتذوق طعامهم ونشارك في احتفالاتهم بذلك نستطيع أن نميز الأجمل والأقرب لقلوبنا إن لم نستسغ أمراً نستطيع الابتعاد عنه بكل لطف وهدوء مع احترام رأيهم، ومع مرور الوقت سنجد أنفسنا نأخذ كل ما هو جميل ونكون بذلك قد أضفنا شيئاً جديداً إلى ثقافتنا، سأذكر الكثير من الأمثلة التي مررت بها وأضفتها إلى ثقافتي التي أعتز بها ولا بأس من دحض بعض الثقافات السلبية التي تعيق حياتنا ونقل الجيد منها لأطفالنا ونكون بذلك قد وسعنا أمامنا الأفق وأضفنا كل الثقافات الإيجابية لتصبح كنزاً حقيقياً نفخر به على مر السنوات، ولا بأس بالمحاولة بأن ننقل الجميل من ثقافتنا العربية وهو كثير وغني إلى تلك البلدان ونكون بذلك قد أخذنا وأعطينا بما يسمونه تبادل الثقافات.

 أعرف تماماً صعوبة الاندماج الإيجابي مع تلك البلدان لكن بمرور الزمن إن تعبنا وبذلنا ما نستطيع في سبيل النهل من ثقافتهم وكل ما هو جيد ويتناسب مع معتقداتنا ونقل كل ما هو كريم من أخلاقنا، ومع مرور الوقت سنجد أننا اقتربنا أكثر من ثقافتهم ونقلنا إليهم صورة محببة عن ثقافتنا التي نفخر بها، ولنركز كثيراً على اللغة التي ستكون البوصلة الوحيدة للالتقاء التي بدونها لا نستطيع أن نعطي أو نأخذ أي شيء، لدينا الكثير من الثقافات الرائعة التي لاحظها الآخرون، لدينا الكرم وحسن الضيافة والترحيب بالضيوف ومساعدة الآخرين وتقديس الآباء والأمهات والمحافظة على تجمع العائلة مع عدم التسيب، والمحافظة على الجيرة والاختلاط معهم وتبادل الأطباق والأجواء العائلية التي يفتقدونها وخاصة بالدول الغربية ونأخذ منهم احترام الوقت والمواعيد والبساطة في اللباس ومراعاة احترام المعاقين وتقديس الأطفال والنظام، والمعاملة الرائعة بالمشافي والمدارس، بذلك نكون قد حققنا معادلة رائعة قد تصبح ثقافة مثالية تعود بالخير لكلا الطرفين ولنأمل أن يصبح العالم أجمل بالتقرب من بعضنا وتحقيق حلم قديم بالمدينة الفاضلة.

 عندما نعود يوماً إلى الوطن سيكون في جعبتنا الكثير من الثقافات وسيكمل أولادنا من بعدنا ما زرعناه من قيم وثقافات، إن اختلفت اللغات يكفي أن تجمعنا الإنسانية، الابتسامة والدموع لا تحتاج إلى لغة.

 من خلال ترحالي وجدت أشياء مشتركة في هذه البلدان وهي لغة التفخيم التي نستعملها في بلادنا وهي بدل من أنت أنتم، كذلك في كل بلد مررت به كانت تستخدم للتعبير عن الاحترام للشخص المقابل، وهناك أيضاً إلقاء التحية وجدناها في البلاد العربية والغربية متشابهة وهذا أسعدنا كثيراً وأدخل الطمأنينة إلى قلوبنا، ولفت نظري احترام كبار السن ومساعدتهم وإعطائهم الأماكن في المواصلات، أما أوجه الاختلاف فهي كثيرة وجدت في معظم هذه البلدان عدم تقبل الغير وهنا لا أحدد إن كان البلد عربي أم غربي، تقبل الغير فيه الكثير من الصعوبة عند بعض الأفراد، أما الحياة الاجتماعية فهي شبه معدومة بالغرب، ولن تحلم بأن تحمل فنجان الشاي وتكمله عند الجيران وأنت تلقي النكات وتسألهم عن أحوالهم، لاوجود لتلك اللحظات الممتعة، هنا لو بقيت سنوات لا يمكن أن ترى عتبة الجيران، طبعاً الأسباب كثيرة لو خضنا بها لأخذت بحثاً أطول،  وأحب أن أنوه هنا لشيء إيجابي في الدول الغربية فهم يقدرون المواهب بشكل كبير وإعطاء الأشخاص الفرص للتعبير عن موهبتهم لأي كان ومن كافة الأعمار، سأنتقل إلى الطعام الذي يشغل العالم والركن الأساسي بالحياة، لا يوجد تشابه بالطعام فقط بين لبنان وسوريا، لكل بلد طعامه.

أما الفن فيعتبر لغة ثانية مشتركة من خلال الرقص والغناء والرسم وبه نستطيع أن نبني جسراً جميلاً مع كل هذه البلدان. 

 

 إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

 

 

Whatsapp