سورية وحصاد 2022


 

تعبر سورية إلى عام 2023، وهي مثقلة بكل ما فيها من انسداد الأفق السياسي إلى اعتبارها من أشد 20 دولة فقراً في العالم، إلى دولة يُعتبر فيها الابتزاز وتجارة المخدرات هما مصدري الدخل الأهم في سورية، في ظل نهب رئيس النظام بشار الأسد بلده، فلم ينهب أحد بلده بشكل كامل كما فعل الأسد، وذلك وفقاً لتقرير نشرته مجلة إيكونومست العام الفائت 2022.

وتحولت سورية من بلد مصدر للنفط إلى بلد مستورد كلياً، أضف إلى ذلك ضعف قدرته على الاستيراد بسبب غياب العملة الأجنبية وقلّتها.

تحولت سورية في عام 2022 من دولة عبور للمخدرات إلى دولة منتجة ومصدرة للمخدرات بحسب مكتب منع الجريمة والمخدرات التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

وقد أحبط الجيش الأردني 361 محاولة تسلل لتهريب المخدرات.!

وفي 15 ديسمبر أقر الكونغرس بمجلسيه مشروع قرار يضع استراتيجية أميركية لوقف إنتاج المخدرات والاتجار بها وتفكيك الشبكات المرتبطة بنظام بشار الأسد، وتمكن المشرعون من دمج المشروع بموازنة وزارة الدفاع لعام 2023، التي أقرها مجلس الشيوخ. يقول المشروع الملزم للإدارة، الذي قدمه ديمقراطيون وجمهوريون، إن: ”الاتجار بالكبتاغون المرتبط بنظام الأسـد يشكل تهديدًا عابرًا للحدود“، ويدعو إدارة الرئيس جو بايدن إلـى تطوير وتطبيق استراتيجية ”لتفكيك شبكات الاتجار بها التابعة للنظام السوري“. وكشف تحقيق أعدته صحيفة ”نيويورك تايمز“ عن ازدهار تجارة المخدرات في سورية، والتي يديرها أقارب رئيس النظام بشار الأسد، حيث بلغت قيمتها مليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية لسورية.! مؤكدًا أن قسطًا كبيرًا من إنتاج حبوب الكبتاغون وتوزيعها يتم تحت إشـراف الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، فيما يدير عدد من رجال النظام عمليات إنتاج المخدرات، بما في ذلك توفير خبراء خلط الأدوية، ومرافق لتصنيع المنتجات التي تخبأ فيها الأقراص، إضافة إلى ممرات الشحن في البحر المتوسط، وطرق التهريب البرية إلى الأردن ولبنان والعراق. فضلاً عن إتاوات تفرضها الفرقة الرابعة على الحواجز لاسيما في حلب. 

وتسعى الفرقة الرابعة لتكون شبه مستقلة عن الجيش السوري بحيث تبعية الفرقة لماهر الأسد ولها جهازها الأمني ولها مواردها المالية الخاصة والتي تفوق مالية أي ميليشيا عسكرية تابعة للنظام في سورية.

كما أن تدهور الوضع المعيشي أدى إلى اندلاع تظاهرات واحتجاجات كان أبرزها في السويداء في جبل العرب، وكذلك بداية شلل مؤسسات الدولة السورية، حيث اضطرت المؤسسات إلى تعطيل الأسبوع الأخير من العام.

وهناك دراسة لتقنين دوام الجامعات والمدارس، فضلاً عن عجز متوقع لدفع الرواتب، التي أصبحت لا تشكل واحد من عشرة من تأمين الحاجات الأساسية للأسرة التي تحتاج أكثر من مليون ليرة سوري بالحد الأدنى شهرياً لكن عمليًا فإن متوسط الدخل هو مئة وعشرون ألفاً شهرياً فقط لاغير..!

كما عاشت منطقة شمال سورية تهديدات ومخاطر أمنية، عبر اغتيال ناشطين وفوضى أمنية، أدت إلى ضغط شعبي لإصلاح المؤسسات العسكرية. 

ونحن أمام حاجة ملحة للإصلاح ولعل العام القادم يحمل في طياته انفراجاً لهذا الشعب الذي عانى الكثير ومايزال، وكل عام وشعبنا وسورية بألف خير .

 

                                                         د. زكريا ملاحفجي

كاتب سوري

Whatsapp