الصالون السياسي السوري في عينتاب


بحضور لفيف متميز من الكتاب والسياسيين والمثقفين السوريين المتواجدين في مدينة غازي عينتاب التركية، تم الإعلان عن إطلاق (الصالون السياسي السوري في عينتاب)، ليكون أول صالون سياسي واسع الطيف، متعدد الرؤى، متنوع المناهل السياسية والمعرفية، فقد حضر الجميع ظهر يوم الجمعة الموافق 26 نيسان/ ابريل 2019، وفي جعبتهم الكثير، وهمهم الأساس القبض على جمر الأسئلة، ومواكبة الحداثة والمعاصرة، في البحث الدائم عن إجابات مفتوحة لجل المسائل المهمة في الواقع السوري، المتكئ على أساس ومحددات ثوابت الثورة السورية/ ثورة الحرية والكرامة.

لم تكن الفكرة التي تداعى إليها كل من شارك في إنجاز الصالون السياسي المفتقد في بلاد الغربة، والمهجَّر، إلا شعلة تُضاء، ومشعلاً علميًا قبل أن يكون سياسيًا أو إعلاميًا، يلاقح المعطى المتحرك دومًا، والمتغير أبدًا، في حالة تضاد مع (الستاتيك) السوري السابق، ضمن سياقات وطنية سورية خالية من كل الترهلات الحياتية التي وصل إليها آننا السوري، عبر سنوات الثورة، وما اعتراها من حالات التخلي، والنكران، ومنحنيات السياسة البائسة، بؤس الفكر السياسي المنتفع، والتي ما برحت تنهل من أنانية السياسة البراغماتية المنفلتة من كل عقال، كما أن وقوع المعارضات السياسية في أفخاخ الدول ذات المصالح التي عارضت مصلحة الشعب السوري، والتي انطلقت من أجلها ثورة الحرية والكرامة هو ما دفع ذلك اللفيف من الكتاب والسياسيين والمثقفين السوريين نحو التفكير والمناقشة في تشكيل صالون سياسي يهتم بمناقشة المبادئ والآراء المطروحة والتي يمكن أن تطرح لاحقاً، وكل ما يخص الشعب السوري وثورته.

توقف المشاركون في إطلاق الصالون عند العديد من محددات العمل الوطني السوري المطلوب ضمن، خطة أداء متوازنة في إطار حراك وعمل حواري ديمقراطي مازلنا (كسوريين) أحوج ما نكون إليه، حيث أغنت مداخلات الحضور أسباب إنجاز الصالون وتأسيسه بهدف إعادة النظر في كل مراحل الثورة والمتغيرات على الأرض، بما فيها الانتكاسات على المستوى السياسي والدبلوماسي ربطاً مع مراحل سيطرة السلطة الغاشمة على حكم البلاد وخاصة بعد استلام الأسد الأب الذي أفرغ البلاد من المحتوى الجوهري "كدولة" ذات سيادة مبنية على مؤسسات محترمة، تجعل المواطن يفتخر بانتمائه للوطن بدلاً من "القائد"، وكانت جل مداخلات الحضور هي التأكيد على إنجاز الصالون وتأسيسه بعيداً عن الأجندات التي تعيق العمل الوطني في تغيير نظام الاستبداد المشرقي، وتحقيق أهداف الثورة في الحرية والكرامة.

أدار الجلسة الأولى التأسيسية للصالون المحامي علي محمد شريف، ثم جرى حوار غني بين جميع الحضور، أنتجوا من خلاله لقاءً تشاوريًا متجددًا، كان دأب الجميع فيه وعبره، الخروج من عنق الزجاجة، ورسم الإطار المستقبلي الممكن والمطلوب، نحو بناء صالون سياسي سوري في عينتاب، ينتح من معين البعد الحضاري العميق والتاريخي للسوريين، وعلى أساس بناء العقل الجمعي السوري القادر، والمستوعب لجملة المتغيرات الآنية والمستقبلية، كما تم انتخاب هيئة لإدارة الصالون من ثلاثة مشاركين المنسق العام، ونائب المنسق، والمسؤول الإعلامي، على أن تجري لقاءات الصالون المتواصلة كل خمسة عشر يومًا، بشكل مؤقت.

 

أحمد قاسم

رئيس القسم الكردي

 
 
Whatsapp