عذراً متى تغضبون؟؟؟؟


نداء إلى كل من يملك ذرة من الإنسانية: افتحوا الأبواب وانزعوا الأصفاد وأنقذوا ما تبقى منهم!، ما بالكم ولم هذا الصمت؟!

نعرف أن الحروب يقودها الطغاة، لكن نداءنا موجه إلى الشعوب التي تدعي الإنسانية، إن استطعتم الصمت عن فجيعة الآباء بأبنائهم وعن سلبهم ممتلكاتهم وتهجيرهم، وعن المجازر وقنص الأطفال في بطون الحوامل، وعن الإبادة الجماعية والاغتصاب الأسدي للأطفال وبتر أطرافهم، وعن المعتقلين وعذاباتهم فكيف استطعتم أن تديروا وجوهكم عما يجري للمعتقلات!!!؟ هن لسن نساء عاديات بل منهن من داوت الجرحى وأغاثت الأطفال المصابين والجوعى، وربتت على كتف أبيها عند نزاعه! ومن حملت راية أخيها بعد أن قطعت يداه، ما يحصل لهن من قبل المجرم بشار ومسالخه القذرة تقشعر له الأبدان ويحرك حتى الحجر، لتتوقف الأرض عن الدوران فلا داعي للمزيد من هذه الحياة على هذه الأرض، يامن تدعون الإنسانية وحقوق الإنسان!! أثبتّم للعالم كله إنها فقط شعارات، والعالم كله على قيد النوم أو الممات، أعتقد أن كل ما نكتبه هراء، لا أحد يسمع أو يرى، خرج مئات المعتقلين شبه أحياء وتحدثوا وأثبتوا بما بقي من أجسادهم من حياة ما فعلوه بهم، سردوا مئات القصص التي توقف القلب وتهز المشاعر وتمنعنا من النوم لأيام، من خرج منهم بقيت جراحه تنزف وآلامه لازالت مستمرة، أقسم أن كثيراً من المعتقلات قلن حرفياً: ليتنا لم نخرج أحياء!  كنا هناك مع أعداء لنا لا يملكون قلوباً ولا مشاعر، صدمنا بنظرات من حولنا فبتنا نتمنى لو لم نخرج أحياء، لقد انتقلنا إلى سجون أكبر وأقسى، الكل يبحث من أين تؤكل الكتف، وما يضحكنا دورات التأهيل التي تزيدنا انهزاماً وألماً، الكل يتاجر بآلامنا والكل يدعي التعاطف معنا كلام في كلام، أين الملوك والرؤساء! أين القضاة والشرع والإسلام، أين من يملكون الشرف والنخوة؟؟؟ حديث يكرر آلاف المرات، البعض يقرأ والأغلب يقلب الصفحة فبات هذا الحديث مملاً ومزعجاً وأحياناً يوتر أعصابهم، عذراً سنتحدث دوماً عن جمال الطبيعة والأكل الشهي الذي نسيه المعتقلون، هناك حيث الدماء والديدان والجرب وخبط النعال، الحرق والشتم والشبح والكي والآلام، من خرج قال لا زلنا نعيش آلام تلك السنوات، ما عشناه لا يوصف حتى بالأحلام، خرجنا حاملين معنا ما خزنته ذاكرتنا التي عبثوا بها بأبشع الألفاظ! عندما نتحدث تغص أرواحنا وهي تحاول أن تهرب من هذا الجسد، تباً له الذي استطاع أن يبقى على قيد الحياة، من لا يؤمن بالله فليؤمن أنه لولا قدرته يستحيل أن يخرج من بين مخالبهم النتنة أحد على قيد الحياة، نحمد الله على خروجنا أحياء فقط لنروي للعالم ماذا فعل بنا هؤلاء السفهاء، والعالم أصم وأعمى خال من الوجدان، الموت لكل جلادي العالم، حتى إن لم يبق هناك أحياء!!!

عذراً شهداء التعذيب، كنا عديمي الجدوى في حياتكم، أتمنى ألا نستمر بذلك بعد مماتكم، رحلة موتكم شاقة ذقتم فيها كل ألوان العذاب، من مخلوقات ليست بشرية، كانوا بيننا ولكن طيبتنا عمياء، كيف لنا ألا نرى وجوههم الحقيقية، كل ما نكتبه لا يصف لحظة عاشها من وقع بين أيديهم، لا نستطيع أن نكتب كل ما جرى فوالله نخجل ونتألم، ويرجف القلم بين أصابعنا التي تأبى كتابة سفالتهم وأجرامهم.

يكفي أنهم كانوا ينكلون بهن بكل أساليبهم الشيطانية، دون أن يردعهم أحد، بل يتابعون بشغف وكأنهم يحضرون فلماً من أفلامهم المقيتة، دون أن يهتز لهم جفن، اتضح لنا أن العالم لا يحترم الضعفاء، ألف رحمة على من ادعى الرأفة والروح الأبية، وداعاً للنخوة والمروءة والإنسانية.

 

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

 

 

 
Whatsapp