السفر عبر الكواكب


هوايتي السفر عبر الكواكب، في هذه الأرض صراعات لن تنتهي، ذكرياتنا زائفة، حتى لو نبشنا بالأعماق، راودني حلم لتكن نفسك عد إلى نفسك، لكنهم لا يدعونني.

كيف لي أن أكون نفسي وأنا لا أملك حتى هوية، نحن مشردون هذا واقع مؤلم حتى النخاع، لا يعجبني ولكني أعيشه، لمن نوجه أصابع الاتهام؟ وكيف لنا أن نكون نحن؟ كل ما نفعله مزيف! نعيش هلعاً دائماً أينما أتجهنا! ولكنه مختلف عما عشناه في وطننا المسلوب منذ خلقنا، وعينا على أنّ الحيطان لها آذان، ولا تأمن لأحد، الخوف يتملكنا في كل الأوقات.

حتى أزهارنا تتلاشى بسرعة وتذبل، نفرح بصمت ونتفاءل بالإشارة، وإن تخيلنا أشياء جميلة يسمونه جنوناً، نعيش توتراً دائماً، نبحث عن صوتنا فلا نسمع إلا آهات الكبار، ثمة أسباب كثيرة تجعلنا نخاف هذه الحياة، ونتساءل دوماً هل ستكتب لنا النجاة؟ حياتنا كلها مفاتيح وأسرار، جانبها المظلم على الملأ أما المضيء فهو في الخفاء، لا أحد يحمل خوفنا حتى أبوينا فهم يخافون علينا! كنا نلعب ونحن نحطم ألعابنا وحدها لا تفشي سراً ولا تعترض، تراب الأرض يسمعنا وأحياناً نحفر حفرة ونبثها آلامنا ونطمرها، وعندما سمعنا بقصة الاسكندر المقدوني الذي كان يقتل كل حلاقيه إلى أن اعترض آخرهم وقال بكلتا الحالتين سأموت ولن أحلق لك إلا إذا أعطيتني الأمان فوجد السر بأن المقدوني له قرنان! كتم السر طويلاً فطفح به الكيل فأصبح يحفر ويفشي السر في تلك الحفرة ويطمرها، وفي فترة قصيرة نبت في المكان قصبات، كلما نفخ بها الأطفال قالت للإسكندر قرنان!، حينها ابتعدنا حتى عن محاكاة الأرض، كل ما حولنا مصدر تهديد لنا، بمن نوطد علاقتنا؟ وضعنا يزداد سوءاً بأي اتجاه نسير؟ أصبح تفكيرنا مصدر تهديد لنا، ونحن صامتون كنفق ليس له نهاية، هل ستنطق الأرض بدلاً عنا من سيعاقبها وكيف؟ نريد فرصة لحياتنا، نرفع فيها صوتنا ونحدد زمناً لنهاية الآلام، كيف يكون التطور في هذه الأجواء؟ وكيف نصنع فرص جميلة لحياتنا؟ كرد فعل سريع انسوا اللحظات الصعبة، ولكن الآتي أصعب! ليتهم يخصصون مقاهٍ للمجانين لا رقيب ولا عقوبة لهم ستكون مكاناً أمناً لنا ولأفكارنا، هناك سنطلق العنان لأرواحنا ونخرج كل ما بأعماقنا ونسرد اهتماماتنا ونخطط لمستقبلنا، بكل بساطة الشر ينتشر كيف لنا تجاوزه ومن سيعتذر لنا! ويقر لنا بأخطاء الماضي، وإن خيروني بين السلام والصواب سأختار الصواب، لقد مكنتكم مني، لا يهم حتى لو حلم عله يتحقق، زرعوا الشك بقلوبنا، ولكن شبابنا كانوا أقوى منا وجدوا أفضل طريقة لتغيير الواقع ألا وهي الانتفاضة وكان الثمن جداً غال، كيف سنغير الأحداث؟ أصبحنا بحاجة لانتصار لكسب الثقة التي لا تأتي من العدم، وكوننا نعتبر أنفسنا أذكياء فلا نريد الموت من أجل هذا الهراء، لا نريد العمل في مزارعهم.

بوسعنا التحرك، فعلم الأجنة المجمدة حول العالم ونحن هنا ننام في العراء ونبلع ريقنا إذا تحرك الهواء، أنتم من بدأتم، لا نستطيع كتابة حياتنا مجدداً القلق يحتلنا وطنا، والخيارات الضئيلة صعبة، إما الموت في الوطن وإما الموت خارج الوطن، الموت واحد في الطرفين ولكنهم حولوا وطننا إلى مسالخ قبل الموت، فوقع اختيارنا على الموت فقط خارجه! ذعرنا ليس مؤقتاً بل هو مستمرٌ عبر الأزل، كيف نتوارى عن الأنظار، ونعتذر للأرض عما لا نفعله، أقتلوني أو ساعدوني، ادخلتمونا في المصيدة لا أنتم تركتمونا ولا أنتم قتلتمونا! لتهتز السماء ويتحطم كل شيء، لن نكون مرة ثانية دون أمان، سننهض من جديد ولن ندع أطفالنا يفكرون مثلنا بالهجرة إلى كوكب آخر أو إلى السماء، سنتحرك باستمرار الهدف المتحرك إصابته أقل حظاً، إنها الحرب.  

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

 

 

 
Whatsapp